Friday, April 20, 2007

اخر الخط -1

لم اكن انوى ان تكون هذه هى حياتى , و لكنها اصبحت و اصبح كل شيئ فيها واقع مفروض , الا بعض اللحظات التى اسرقها كل فتره من الواقع , اهيم بها فى عالم الخيال و تكون هذه هى اقصى متعه احصل عليها , و تزداد هذه المتعه حين يتول الخيال الى واقع فانسى كل ما فى هذا الواقع المرير من آلام , انسى الملل واهمل الكئابه
.
فى هذا اليوم رجعت الى بيتى متأخرا كالعاده , بعد يوم عمل طويل بين الشكاوى و التقارير و الخطابات , روتين يومى يكاد يقتلنى , عدت فى هذا اليوم لا اريد الا ان استلقى على فراشى , وصلت الى غرفه النوم و فككت ازرار قميصى فأجتذبنى الارهاق بشده و القانى على السرير حتى دون ان اغير ملابسى , و خلال لحظات كنت فى عداد النيام
.
نوما ثقيلا لم توقظنى منه سوى اشعه الشمس تداعب جفونى تخبرنى فى رقه تهوٌن على هول الموقف ان يوما جديدا من ايام حياتى الكئيبه قد بدأ
.
نهضت كالعاده متجها الى الحمام اغسل هم اليوم السابق و ملله تحت المياه , غيرت بعد ذلك قميصى و خرجت لأستقبل يوما جديدا كباقى ايامى , لم الحظ حتى هذه اللحظه شيئا غريبا يلفت نظرى , لم اطل من الشرفه و لم افكر يوما ان افعل لذلك لم الحظ شيئا حتى خرجت من بيتى و نظرت امامى فوجدت قضبان سكه حديد , و كأنه قطار المدينه , لا اعلم ما الذى جاء به الى هنا , حاولت ان اتذكر اخر لحظه و و لكن لم يفدنى هذا بشىء , فكرت فى البدايه اننى احلم و لكنى وجدت كل شىء كما هو , كل شيء منطقى و طبيعى و حى امام عينى , لا لم اكن احلم , هذا ما اكتشفته حين اتجهت نحو (عم منصور) اشترى منه (البسكويت) ثم ذهبت لأقف فى المحطه منتظرا (اتوبيس) المصلحه , لم يكن هناك اى شيئ غير طبيعى , غير ان قضبان سكه حديد تستغرق شهورا او اكثر لتمد , لم تكن موجوده بالامس و لكنها موجوده اليوم , تخيلت اننى قد نمت شهورا دون ان ادرى كما حدث لأهل الكهف و لكنه كان جنونا مجرد ان تدخل الفكره الى عقلى او تخطر ببالى , نظرت بجوارى على المحطه فوجدت ذلك الرجل ذا الرداء الاصفر الذى يقف كل يوم , اتجهت نحوه قائلا
صباح الخير :
فرٌد : صباح الخير
رأيتك بالأمس :
فرٌد : نعم
.
كان شكلى حينها يبدو كالمغفل و انا احاول ان اؤكد لنفسى اننى لم انم شهورا , و لكن ليتنى لم اتأكد , فقد زادت حيرتى لأننى لم اعرف كيف جاء هذا القضيب الى هنا , و ما سر وجوده اليوم و عدم وجوده بالأمس , قررت فى تلك اللحظه ان اتجه نحو الرجل مره اخرى و اسأله , و بالفعل ذهبت نحوه و سألته
ما هذه القضبان و كيف جاءت الى هنا ؟ لم تكن موجوده بالامس :
.
فنظر لى و لم يرد على و كأن صوت القطار و هو قادم الجم لسانه , ادرت نظرى بعدها نحو القطار و راقبته حتى توقف و بدأ الناس جميعا يتجهون نحوه و انا اتساءل فى حيره شديده , ما الذى يحدث , فى ليله واحده يصبح امام بيتنا قطار لم يكن موجودا بالامس , و بمجرد قدومه يتجه الناس جميعا نحوه , استمرت نظره الدهشه التى تعلو وجهى حتى قاطعها رجل اسمر البشره حاد العينين و هو يقول
الن تذهب معهم ؟ :
كيف اذهب ؟ انا لا افهم شيئا :
و بقاؤك هنا سيساعدك على الفهم ؟ :
.
ثم تركنى و ذهب معهم , و بعدها وجدت نفسى اتجه نحو القطار , اسير معهم و كأننى اقتنعت بكلامه , يجب ان افهم ما هذا , فدخلت معهم , دخلت الى المكان الذى يتجه اليه كل الناس , ركبت معهم و انا لا اعلم الى اين اذهب
و كأنى ركبت قطار المجهول متخذا وجهه لا اعلمها
يتبع
.
محمد المصرى
21-4-2007

1 commentat:

Anonymous said...

طيب انا مش فهم هو فى ايه اساساً
أحمد حمدى