Thursday, April 26, 2007

اخر الخط -2

و بعد لحظات وجدت نفسى اجلس فى القطار , لا اعلم فيم كنت افكر حينها , كان ذهنى مشتتا لدرجه اننى لم انتبه الى القطار و هو ينطلق و لا الى الشارع الذى يسير للخلف بسرعه البرق , حتى اننى لم اتنبه الى الرجل الذى يجلس بجوارى ,كان هو نفس الرجل الاسمر البشره الذى نبهنى بجمله صغيره الى حقيقه لم ادركها و هى انه كان يجب ان اركب هذا القطار لأفهم ما يحدث , لا اعرف ما سر ذلك القطار الذى ظهر فجأه و الناس يتجهون اليه من كل مكان , تنظر فى وجوههم فتجد من تعلو وجهه نظره سعاده و كأنه ذاهب الى قطار الحياه , و منهم من تعلو وجهه دهشه كالتى احسست بها , و منهم يخيم على وجهه الغموض , غموض قد يفوق غموض سر القطار نفسه , حتى انك تقرأ فى عينيه تاره انه يعلم كل شىء , و تاره اخرى ترى فى عينيه براءه الجاهل الذى لا يفهم شيئا و كأنه يحاول بمكر شديدان يخفى النظره الاولى التى ظهرت على وجهه , كالرجل اسمر البشره الذى كان يجلس بجوارى , فكرت حينها ان اسأله و لكنى لم اعلم ماذا اقول ؟
ااصف اليه احساسى الغريب , نقيا من صدرى و دقات قلبى التى لا تتوقف حتى يقول لى مما يعلم ما يريحنى , ام اسأله لم قال لى ما قال قبل ان اركب القطار , حينها وجدت نفسى اسأله و بصوت منخفض
الى اين انت ذاهب ؟ -
فرد : لم اعرف بعد
.
كان هذا السؤال الذى جاء ببالى حينها و لو علمت ان هذه ستكون اجابته لما سألته , حاولت ألا ايأس و ان احاول ان اعرف منه اى شىء فسألته
كيف تركب قطارا و انت لا تعلم الى اين ستذهب به ؟ -
تقصد الى اين سيذهب بى , لم افكر فى هذا , فعلت مثلك تماما , وجدت القطار و الناس تتجه نحوهيركبونه فركبت معهم -
و ماذا ستفعل ؟ متى ستنزل من القطار ؟ -
عندما اجد محطتى -
و كيف ستجد محطتك ؟ -
عندما اصل اليها سأعرف -
.
قام الرجل بعد ذلك و اتجه الى اخر عربه القطار دون ان يجيب على سؤالى , بل زاد حيرتى , كان هو نفسه اكثر غموضا من هذا القطار , بدأت حينها انسى امر القطار نسبيا و افكر فى امر هذا الرجل الذى جاء فى المحطه ليقذفنى ببضع كليمات ان اركب القطار , ثم جلس بجانبى , ثم جاء بعد ذلك ليلقى فى اذنى كلمات تزيد حيرتى ثم تركنى و رحل و كأنه يعطينى فرصه لأفكر فيه , و لتشتعل نار الحيره فى من جديد و لكن بسبب غموضه هو هذه المره
.
و هنا توقف القطار
و فجأه حدثت المعجزه بما لم اكن اتوقع من بساطه , لم اكن اتصور ان دهشتى و حيرتى و تساؤلاتى لمجرد نظره من شباك القطار بعد ما وقعت عليه عينىٌ , ولم اكن اتخيل ان هذا الغز الكبير قد يأتى بهذا الشكل , لو اخبرت احدا ان اكبر لغز فى حياتى قد حل بهذه الطريقه لظن اننى احلم , و لكنى لم اكن احلم هذه المره , كان واقعا ظاهرا امامى و قبل ان انزل من القطار اتجهت الى اخر العربه لأفعل شيئا لابد ان افعله قبل النزول من القطار , كان يجب ان اعرف سر الرجل , فذهبت الى اخر القطار لأخبره بما رأيت و ارى رده فعله
يتبع
محمد المصرى
26/4/2007

1 commentat:

rabie said...

الله عليك يا جامد
القصة جامده جدا و مليانة تشويق و متعة و اتمنى ان تكون باقي الأجزاء تحمل مفاجأت اكثر

محمد ربيع